شيء جميل في حياتي
هو رجل أكرمه الله براحة البال، شاهدني وتأكد من أن وجهي ترهقه قترة، وكنت في ذلك اليوم بالذات كارهاً حتى للأرض التي أمشي عليها، فأمسك يدي بيده التي كان يتقاطر منها العرق فنفضت يدي وسحبتها من يده لا شعورياً مبدياً قرفي بطريقة واضحة، وأخرجت من جيبي منديلاً (كلنكس) لأمسحها به.
فضحك ضحكة ملائكية من ردة فعلي السريعة هذه، إلى درجة أنني خجلت من نفسي وقلت له معتذراً: اسمح لي فأنا اليوم لست (على بعضي).
فقال لي: ابدأ (خذ راحتك)، فقد لاحظت عليك ذلك من (لوية) بوزك، ولكن ما الذي دعاك لأن تبدأ يومك الجميل بهذا (المود) العكر والتعبان؟!
قلت له: لأن دنياي كلها عكرة وتعبانة، وزاد الطين بلّة أن لدي (تلبك معوي)، كما أن أصبع قدمي الكبير يؤلمني.
أجابني: لا لا (يا زلمة) - أي يا رجل - الدنيا ما تستأهل، اضحك للدنيا وتأكد أنها سوف تأخذك بالأحضان. قلت له: عن أي أحضان أنت تتحدث؟!
فاسترسل قائلاً: أعلم أنك منقبض نفسياً وقلبك محطم، ومزاجك مثقل بالتعاسة، وشخصيتك مهزوزة، ولكن (ما هكذا تورد الإبل يا مشعل).
سألته: إذن كيف تورد يا رعاك الله؟! قال إنها تورد (بملكة الاختيار) التي وهبها الله لك. انطلق أيها الرجل كأي طفل متمرّد، مارس هواياتك، تناول غذاءك بشكل جيد، تعلم كيف تحلّق مع تمارين (اليوغا).
عندما وصل إلى القلب الذي هو (نقطة ضعفي)، ضرب لي على الوتر الحساس، فارتجفت (كالعصفور عندما يبلله القطر)، وانزاحت فجأة يا سبحان الله كل أحزاني، لأنني تذكرت أن هناك شيئاً جميلاً ما زال في حياتي يستحق أن أعيش وأرقص وأغني من أجله، لهذا أحمدك يا رب، أحمدك يا رب.
نقلا عن الشرق الأوسط